أحمد خان
17 يناير، 2019
الطاعنون, القرآنيون
1,209 زيارة
هو: السيد أحمد خان بن أحمد مير المتقي بن عماد الحسيني، ولد في دلهي 1242 هـ/ 1817 م لأسرة فارسية الأصل ، درس القرآن والعربية والفارسية ثم العلوم الدينية، وبعد وفاة والده التحق للعمل بشركة الهند الشرقية، وهو بداية اتصاله بالإنجليز الذين أعجبوا بذكائه وطموحه، ورأوا فيه ضالتهم، فأعلن ولاءه لهم، ومن ثم عينوه مساعد قاض، وأغدقوا عليه المال والحماية، فتفانى في خدمتهم، ووقف معهم صفًّا واحداً ضد أمته ودينه، ووضع لهم مقترحات في سياستهم ضد الأمة، وقد سخر التأليف والكتابة وإصدار المجلات وإنشاء المدارس والمعاهد في خدمة أهدافه وأهداف سادته الإنجليز، وقد شهد القريبون منه أنه ما كان يصلي ولا يصوم، ولا يهتم بشعائر الدين. توفي في مارس سنة 1897م. انظر:القرآنيون ونشأتهم لعلي زينو (ص:41)، شبهات القرآنيين حول السنّة النبوية لمزروعة (ص:29).
وإليه يعود تاريخ إنكار السنّة النبوية في شبه القارة الهندية في العصر الحديث، وسجله مليء بالكثير من صور الخيانة للإسلام والمسلمين، وابتداع الآراء الشاذة المخالفة للقرآن والسنّة وإجماع الأمة، مما كان سبباً في تفريق الأمة، وتشتيت جهودها ضد الإنجليز أعداء الإسلام، فقد كان هذا الرجل مكثراً من الكتابة والتأليف، وكان من تأليفه ما أسماه تفسيراً للقرآن نهج فيه نهجا يخالف القرآن نفسه والسنّة وإجماع الأمة، ويخالف المنهج العلمي، حيث اعتمد على عقله وهواه الذي يتحكم به، وجاء بآراء خالف بها مُسَلَّمات الدين، وعقائده وشرائعه، بل اعتمد أسلوباً خالف فيه أساليب اللغة التي نزل بها القرآن، ولم يعبأ بدلالات الألفاظ، بل أخضع كل ذلك لهواه وأغراضه من إفساد الدين، وإبطال الشرع، ومن ذلك أنّه أنكر الغيب ومنه الملائكة والجن والشياطين، وتأول الآيات الوارد ذكرها فيها فالملائكة عنده هي عناصر الطبيعة وقواها، والجن هم سكان الغابات والصحاري، والشياطين شهوات النفس وأهواؤها، كما زعم أن القرآن لم ينزل على رسول الله بألفاظه ومعانيه، بل بالمعنى فقط، ثم صاغها محمد في ألفاظ من عنده.
هذا وغيره مما وقع فيه أحمد خان تسبب في ثورة العلماء ضده، وفي رميهم إياه بالكفر ([1]) .
أما السنّة النبوية، فقد وضع الرجل الأساس للقرآنيين الذين أتوا من بعده، ويمكن إيجاز آرائه فيها في ما يلي:
-
أَوَّلَ كل ما جاء فيها من الأمور الغيبية بتأويلات أدت إلى إنكارها جملة.
-
ادّعى أنّ السنّة النبوية لم تدون لأمد طويل، ممّا هيأها للزيادة والنقص والتغيير ووضع الكثير منها، وهو ما أفقد الثقة في جميعها، وجعل الشك يشملها كلها.
-
جعل كل ما وردت به السنّة النبوية أموراً استنباطية من علماء الحديث وشراح السنّة وفقهاء المذاهب، ومن ثم لا يلزم المسلم الأخذ بها؛ للشك في نسبة الأحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولاحتمال ألا يكون العلماء قد فهموا مقصود النبي صلى الله عليه وسلم منها.
-
وضع الرجل مقاييس مبطلة للسنة في جملتها من عنده؛ لبيان الحديث الذي يؤخذ به، وهذه المقاييس:
أ-أن يكون الحديث المروي هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم بالجزم واليقين.
ب-أن تكون هناك شهادة تثبت أن الكلمات التي أتى بها الراوي هي عين الكلمات التي نطقها النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً.
ج- ألا يكون لألفاظ الحديث التي أتى بها الرواة معان سوى ما أتى به شراح الحديث، وبنى عليه الفقهاء أحكامهم.
وهذا الآخر من أعظم معاول الهدم للسنة النبوية المشرفة، حيث إنه ما من لفظ من ألفاظ اللغة العربية إلا وله عندهم معان وتأويلات لا تكاد تحصى، ولا يحكمها ويوجهها إلا هواهم الضال وأغراضهم الخبيثة([2]).
([1]) انظر: شبهات القرآنيين حول السنة النبوية (ص:31) .
([2]) انظر: شبهات القرآنيين حول السنة النبوية (31-33) .