محمد شحرور
12 فبراير، 2019
الطاعنون, القرآنيون
1,241 زيارة
ولد في دمشق سنة 1938م، ابتعث إلى الاتحاد السوفياتي لدراسة الهندسة في موسكو سنة 1959م، ثم أوفدته جامعة دمشق إلى إيرلندا لتحضير الماجستير والدكتوراه في الهندسة المدنية، فحاز على الماجستير سنة 1969م، والدكتوراه سنة 1972م، درس في جامعة دمشق، وله مكتب هندسي، وله عدة مؤلفات، منها القرآن والكتاب، ودراسات إسلامية معاصرة في المجتمع والدولة، ونحو أصول جديدة في الفقه الإسلامي.
بدأ الدكتور محمد شحرور بحثه حول السنّة النبوية بسؤال: هل كلام النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الأمور التي لا تتعلق بالأصول الحدود والعبادات والغيبيات إن صحت وحي أم اجتهاد؟ وخلص إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو إنسان عادي، عاش حياته في شبه جزيرة العرب بكل ما فيها من ظروف، وأن الأحاديث النبوية ليست وحياً بدليل أن الله عاتبه في كثير من الآيات من سورة عبس، والتحريم، والأنفال([1]).
كما زعم أن النبي والصحابة رضوان الله عليهم لم يعتبروا في وقت من الأوقات أن الأحاديث النبوية وحي، فهو عليه السلام لم يأمر بجمعها كما فعل مع الوحي، «الكتاب»، وكذلك الخلفاء الراشدون، فقد فهموا أنها كانت نتيجة تعامل مع واقع معين في ظروف معينة، عاشها النبي صلى الله عليه وسلم وجابه فيها عالم الحقيقة المكاني والزماني([2]).
وقال: فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك –أي: جمع الحديث- بنفسه، ولم يفعله الصحابة من بعده لسبب واحد، وذلك لعلمهم بأن جمعه ليس ضروريًّا، وأن الحديث هو مرحلة تاريخية، وأن السنّة ليست عين كلام النبي صلى الله عليه وسلم ([3]).
كما زعم أن تعريف السنّة بأنها كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو أمر أو نهي أو إقرار تعريف خاطئ بدليل أن هذا التعريف ليس تعريف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وبالتالي فهو قابل للنقاش والأخذ والرد، كما أن الصحابة لم يعرفوا السنّة بهذا الشكل، وتصرفات عمر بن الخطاب تؤكد ذلك، حسب زعمه([4]).
لكن ينبغي أن يلاحظ أن الدكتور شحرور لم يكن مختصًّا في علوم الشريعة الإسلامية ولا في لغة القرآن الكريم، وإنّما هو أستاذ في الهندسة المدنية، وهوايته الفلسفة، ثم هو بعد ذلك يقوم بعمله التخصصي في مكتب الاستشارات الهندسية، فكيف بإمكانه أن يحصل العلوم الشرعية التي تمكنه من الإتيان بفتح جديد في المصطلحات الشرعية، ويضع قواعد جديدة لفهم الشريعة؟ ([5]).
([1]) شحرور: محمد، الكتاب والقرآن (545-546).
([2]) المصدر السابق، (546).
([3]) المصدر السابق، (547-548).
([4]) المصدر السابق، (548).
([5]) الشريجي: محمد يوسف، القرآنيون والسنّة النبوية الدكتور محمد شحرور نموذجاً، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد (23)، العدد الأول، 2007م، (525).