الرئيسية / الرد علي المستشرقين / عرض وتَعرِيف بكِتَاب:الأثر الاستِشراقيّ في موقف التَّغرِيبيِّينَ من السنة النبوية وعلومها عرضًا ونقدًا

عرض وتَعرِيف بكِتَاب:الأثر الاستِشراقيّ في موقف التَّغرِيبيِّينَ من السنة النبوية وعلومها عرضًا ونقدًا

 

المعلومات الفنية للكتاب:

عنوان الكتاب: الأثر الاستِشراقيّ في موقف التَّغرِيبيِّينَ من السنة النبوية وعلومها عرضًا ونقدًا.

اسم المؤلف: د. فضة بنت سالم العنزي، أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية.

دار الطباعة: مركز دلائل، الرياض، المملكة العربية السعودية.

رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1440هـ-2019م.

حجم الكتاب: يبلغ عدد صفحاته (506) صفحة، وطبع في غلاف عادي.

أصل الكتاب: رسالة علمية قدَّمتها الباحثة لنيل درجة الدكتوراه في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود، ونوقشت بتاريخ 16/ 1/ 1440هـ.

قيمة الكتاب وغايتُه:

تَبرُز أهمية الكتاب في زمننا هذا الذي هبَّت فيه أعاصير أعداء السنة، وتكالبت الخصوم من كل حدب وصوب، حيث يبحث في العلاقة بين المشاريع الاستِشراقيّة التي انكشف للقاصي والداني عدوانيتُها وخطرها والمشاريع التَّغريبيَّة التي تطاول اليوم شررها وخُدع ببريقها كثير من الناس، فيهدف الكتاب إلى إثبات الأدلة على تأثر الآخِرين بالأولين، ونهل الكلّ من مشرب واحد، والوقوف على مناهج المستشرقين وبيان تأثر التَّغرِيبيِّينَ بها، وأثر ذلك كله على المجتمع المسلم اليوم.

وإظهار التَّغرِيبيِّينَ للموضوعية والدراسة النزيهة في كثير من المنصات والأندية العلمية، وخفاء علاقتهم وتأثرهم بالمستشرقين بل وتعاونهم على إقامة المراكز العلمية على كثير من الناس لهو من أعظم الأمور التي تزيد من قيمة هذا الكتاب.

فالكتاب يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية:

ما الدليل على الأثر الاستِشراقيّ في موقف التَّغرِيبيِّينَ من السنة النبوية؟

ما الرابط والعلاقة بين المشاريع التَّغريبيَّة والمشاريع الاستِشراقيّة تجاه السنة النبوية وعلومها؟ وكيف نرد عليها؟

ما المناهج التي سلكها المستشرقون في تعاملهم مع السنة وعلومها؟ وما مدى تأثر التَّغرِيبيِّينَ بها؟

ما الآثار الفعلية للمشاريع التَّغريبيَّة على المجتمع المسلم؟

حدود البحث ومنهجه:

البحث يرتكز على الأثر الاستِشراقيّ على التَّغرِيبيِّينَ العرب في البلاد العربية من خلال تعاملهم مع المصدر التشريعي الثاني -السنة النبوية- وذلك بانتخاب ما كتبه رموز التيار التغريبي باللغة العربية منذ مائة عام تقريبًا، وهي ما بين عامي (1332هـ – 1436هـ). واتبعت فيه المنهج الاستقرائي.

الدراسات السابقة:

عرض الكتاب الدراسات السابقة التي تناولت أثر الاستشراق وبيّن أنها على نوعين:

  • ما تطرق للموضوع بشكل عام أو تناول جزءًا منه، ومن هذه الكتب، وذكرت ستّ دراسات في الباب.
  • ما تناول الأثر الاستِشراقيّ على شخصيات محددة من التَّغرِيبيِّينَ، وذكرت دراستين.

وهذا الكتاب يركز على نقطة محددة، وهي الربط بين الاتجاهين الاستِشراقيّ والتغريبي، وهو ما لم يوجد في الكتب السابقة إلا إشارات أو تضمينات مختصرة، سوى ما في كتاب: الأثر الاستِشراقيّ في موقف المستغربين من القرآن الكريم، عبد العزيز بن سعد الشهري، وهو يتكلم في المصدر الأول القرآن كما هو واضح من العنوان.

خطة البحث:

نظمت الباحثة خيوط البحث في: مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة.

فأما المقدمة فبيَّنت فيها مشكلة البحث وأهميته وأهدافه ومنهجه ومصطلحاته وخطة البحث.

وفي التمهيد كان الحديث عن ثلاث قضايا، وهي:

القضية الأولى: دوافع اهتمام المستشرقين بالسنة النبوية:

استهلته الباحثة ببيان تاريخ المخاض الذي ولد فيه المد الاستِشراقيّ؛ وذلك إبان الفتوحات الإسلامية التي انتصر فيها المسلمون، ودخل الإسلام بحججه وبراهينه وقوته أبواب أوربا، فدقّوا نواقيس الخطر، وهبَّ منهم من هبَّ يثأر للنصرانية ويدرس الإسلام عِداءً له؛ لأنه وقف سدًّا منيعًا دونها، ومنهم من درسه رغبة في تشويهه والبحث عن الثغرات وكيل التهم؛ كان الدافع لهم إلى ذلك هو الدافع الديني كما يظهر، ونقلت الباحثة نصًا مهما عن المستشرق (رودي بارت).

وحين أدركوا أن الحديث النبوي هو ما جعل الإسلام دينًا محكمًا في كل تشريعاته وأحكامه يتسم بالشمول والثبات جعلوا منه هدفًا يصوبون نحوه سهامهم.

واستمر الحال على ذلك حتى تولَّد الدافع الثاني وهو الدافع الاستعماري، حيث استفاد الاستعمار من التراث الاستِشراقيّ، ومن هنا بدأت العلاقة بينهما، ووظِّف من وظِّف لذلك، ومنهم المستشرق (برنارد لويس) الذي طالما أثار على السنة الشبهات، ومن ذلك دعواه التخريف.

وعن هذه العلاقة بين الاستشراق والاستعمار تنقل الباحثة عن إدوارد سعيد قوله: “إن العلاقة بين الاستشراق والاستعمار من الحقائق التي لا ريب فيها”([1]).

القضية الثانية: أدوار المستشرقين في الحملة على السنة النبوية:

وفي هذه القضية فرَّقت الباحثة بين دور المستشرقين النصارى ودور اليهود، فأما النصارى فمن رحم كنائسها ولد الاستشراق، وفي أحضانها ترعرع ونشأ، وهو ما بيَّنته الباحثة حيث نقلت عن الدكتور علي النملة قوله: “إن الارتباط الثقافي بين الاستشراق والتنصير لا يزال قائمًا، وسيظل كذلك مهما جرت المحاولات لفك هذا الارتباط؛ إذ لا يزال هناك مستشرقون منصِّرون، وسيظل هناك منصِّرون مستشرقون”([2]).

ثم تكلمت عن أوائل المستشرقين النصارى بدءًا بـ(ريموند لول) و(يوحنا الدمشقي) و(هنري لامنس) و(شاخت)، وهذه الولادة كانت سببًا في إثارة الشبهات واختلاق مراجع تمويهية لبعض المستشرقين في أبحاثهم وكتاباتهم كما حصل مع المستشرق (لامنس).

وأما اليهود: فقد ولجوا بخلفياتهم الحاقدة ونفسياتهم الاستعلائية على غيرهم إلى علوم الإسلام عامة والسنة بوجه الخصوص، ومن أوائلهم (جولد تسيهر) و(برنارد لويس).

وتعتبر كتابات (شاخت) و(جولد تسيهر) اليوم مرجعًا لمن بعدهم من المستشرقين في إثارة الشبهات حول السنة كـ(ألفريد جيوم) و(سنوك هرجرونجه) و(روبسون)، وهي أيضًا بطبيعة الحال مرجع لمروِّجي تلك الشبهات من غيرهم من التَّغرِيبيِّينَ، ومن قارن بينها عرف ذلك.

القضية الثالثة: سمات البحوث الاستِشراقيّة وظواهرها:

حاولت الباحثة في هذا العنصر إيراد جملة من السمات التي يتَّسم بها التيار الاستِشراقيّ على اختلاف أطيافه، ومن أهم السمات التي ذكرتها الباحثة:

  • الإسقاط: كإسقاط غياب مناهج وآليات حفظ النصوص ونقلها من الدين النصراني واليهودي إلى الدين الإسلامي مع ما بينها من بون شاسع.
  • الخلط بين المفاهيم: كعدم التفريق بين الكتابة والتصنيف في السنة.
  • الانتقائية: كانتقاء الأحاديث الواردة في كتب التاريخ لنقد منهج نقد الأسانيد والمتون.
  • الشك والتشكيك: كالتشكيك في كون الأحاديث مختلقة موضوعة لأغراض معينة كما يزعم (شاخت).
  • دعوى التأثر والتأثير: أي التأثر بالدين اليهودي والنصراني.

وهذا المبحث من أجمل المباحث التي أبدعت فيها الباحثة حيث لخَّصت فيه جملة من الآليات والوسائل التي استخدمها المستشرقون وسار عليها أعداء الإسلام من بعدهم حتى اليوم، سواء أدركوا تأثرهم بهم أو لا.

ثم شرعت الباحثة في بابيْ البحث وهما:

الباب الأول: العلاقة بين المستشرقين والتَّغرِيبيِّينَ، ومناهجهم، وفيه فصلان:

الفصل الأول: مظاهر الاهتمام الاستِشراقيّ بالنخب الفكرية المستجيبة:

وأبدعت في استهلالها لهذا الفصل حيث أبرزت تحوُّل المستشرقين من المباشرة إلى المناوبة، بعد فشلهم الذريع في مشاريعهم التشكيكية والهدمية للدين الإسلامي في مباشرة مهنة التشكيك والنخر في الإسلام بشكل مباشر، فأنابوا من بني الإسلام رموزًا يقومون مقامهم، فيكونوا أدعى للقبول وأقرب إلى التأثر والاستجابة، فغرست بين الأمة نخبًا فكرية متشبّعة بالفكر الغربي والسلوك الغربي والمنطق الغربي، مستجيبة لإشاراتهم ومتطلعة لاقتراحاتهم، وهم التغريبيّون كما تقول الباحثة، وهم على صنفين: نصارى العرب كميشيل عفلق وفرح أنطون، والمسلمون العرب ممن تتلمذ على المستشرقين كأركون والجابري وحسن حنفي والطهطاوي. ثم ذكرت تحته ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: دور الاهتمام الاستِشراقيّ العلمي بالنخب الفكرية المستجيبة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: اهتمام استِشراقيّ بالمؤسسات التعليمية في الوطن العربي:

وتحدثت فيه عن عناية التيار الاستِشراقيّ بتشييد المؤسسات التعليمية التي تربِّي الأجيال على الفكر الغربي، سواء المدارس أو الجامعات الأجنبية، وكان نتيجة تلك المؤسسات جمهور من القيادات وحاملي لواء التيار التغريبي كأركون الذي افتتحت في قريته مدرسة فرنسية في حين لم تكن فيها أي مدرسة أخرى، وأنطون خليل سعادة وقسطنطين زريق وغيرهم.

ومن تلك أنهم عنوا بافتتاح كليات أجنبة خاصة بأبناء الحكام والزعماء وعلية القوم؛ ليقودوا مخططاتهم لاحقًا كما فعل اللورد (كرومر) حين افتتح كلية (فكتوريا)([3]).

المطلب الثاني: اهتمام استِشراقيّ بالمنهجية التعليمية في الوطن العربي:

وفيه بيَّنت الباحثة أن من أهم أساليبهم اعتماد كتب المستشرقين وتقريرها على الدارسين على أنها هي المراجع الأكيدة والكتب المعتمدة، فكل يقبل منه ويرد إلى تلك المراجع، فكل شيء إليها يرد، وذكرت من تأثير المناهج التعليمية الانبهار الحضاري والصدمة الاجتماعية والنفسية التي يرجع بها المبتعثون للدراسة في البلدان الغربية كما حصل مع رفاعة الطهطاوي وطيب تيزيني وطه حسين وغيرهم([4]).

المبحث الثاني: دور الاهتمام الاستِشراقيّ الإعلامي بالنخب الفكرية المستجيبة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الاهتمام الإعلامي بالنخب الفكرية المستجيبة عن طريق الكتابة الصحفية:

وكان الكلام فيه عن منشأ الصحافة مع التَّغرِيبيِّينَ من نصارى العرب في لبنان، ثم غيرها من بلاد العرب كسورية ومصر وغيرها، ويقع على هرم تلك الصحف صحيفة الجنان ونفير سورية والفتاة والمقتطف والمقطم والهلال وغيرها، وكانت تلك الأقلام غالبًا خادمة مطيعة للأهداف الاستِشراقيّة، وصاحبة الثناء العاطر منها.

وأجادت الباحثة حين تحدثت عن التحوّل الكبير الذي حصل في العالم الإعلامي الصحفي حيث انتقل من الصحف الورقية إلى الإلكترونية والمدونات الشخصية والحسابات الخاصة التي غدت في وقتنا الحاضر مجالًا خصبًا وساحة مفتوحة للأهداف الاستِشراقيّة؛ هدمًا للإسلام ونشرًا للإلحاد وتشكيكًا وزعزعة للقناعات في أقل الأحوال.

وتنوعت وتشكَّلت الوسائل الإعلامية المكتوبة، فلم تعد الصحيفة الورقية وحدها آلة الغزو اليوم، بل هناك القصص الأدبية والخيالية، والرواية التي غدت عالمًا من عوالم نشر الأفكار والثقافات فضلًا عن السلوكيات والقناعات.

المطلب الثاني: الاهتمام الإعلامي بالنخب الفكرية المستجيبة عن طريق التأليف العلمي والفكري:

ابتدأته الباحثة بالحديث عن التقدير والحفاوة التي يتمتع بها الكتاب التغريبيون، ثم استعرضت أبرز مؤلفات الفكر التغريبي العربي مرتبة ذلك حسب المراحل الزمنية، وبينت أن منها ما اتجه نحو السنة النبوية طعنًا وتشكيكًا، وقصارى جهدهم إلباس شبهات وتشكيكات المستشرقين ثوبًا إسلاميًّا ليكون أدعى للقبول، وقد قسمت الباحثة الاتجاه التغريبي في قراءة النصوص إلى قسمين:

الأول: من اعتمد على الآليات الإسلامية كالاجتهاد.

الثاني: من اعتمد على مناهج أجنبية حديثة، وهم على أقسام:

  1. من اتبع الاتجاه الماركسي.
  2. من اعتمد القراءة التفكيكية.
  3. من اعتمد مناهج تأويلية حديثة كالهرمينوطيقا التأويلية.
  4. من هاجم التراث الإسلامي ورفضه بكليته ودعا إلى تجاوزه([5]).

ثم بينت الباحثة أنه ما زالت المؤلفات والكتابات حتى اليوم على قدم وساق، بل نحى كثير من تلك الكتابات منحى التخصص والتركيز على الأصول والأساسيات؛ كطعنهم في أبي هريرة والبخاري.

بل وازداد الأمر سوءًا حين انتقلت كثير من تلك الجهود إلى وسائل التواصل الحديثة التي غدت في يد كل فرد من أفراد العالم، وذات أثر واضح في حياة الإنسان وتفكيره.

المبحث الثالث: دور الاهتمام الاستِشراقيّ السياسي بالنخب الفكرية المستجيبة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: دور الاهتمام الاستِشراقيّ السياسي بالقادة والرؤساء:

وكان الكلام فيه على عناية التيار الاستِشراقيّ بتكوين القيادات السياسية الفاعلة في البلدان العربية، والتي غالبًا ما تكون من مخرجات مؤسساتهم التعليمية، وأيضًا عنايتهم بتكوين العلاقات مع ذوي النفوذ وأبنائهم؛ ليمرروا بذلك مخططاتهم وأفكارهم.

المطلب الثاني: دور الاهتمام الاستِشراقيّ السياسي في تغريب المنهج والدستور الإسلامي:

وفيه سلطت الباحثة الضوء على الدعوات المتكررة بين الفينة والأخرى إلى تحديث الإسلام وتطويره وتجديد خطابه، والتي غدت بأقلام وأصوات مسلمة، هذا جانب.

ومن جانب آخر هناك من ينادي بعدم حاكمية الشريعة وعدم صلاحيتها لزماننا، أو عدم كونها موضوعة لأمور الحكم وإنما للعبادات الروحية فحسب، وهكذا تصاغ الدساتير وتوجَّه العقول كما يراد لها من قبل الدوائر الاستِشراقيّة وينفِّذها التغريبيون على أرض الواقع، وهذا سر العلاقة الوطيدة بين التيارين.

ثم انتقلت الباحثة إلى الفصل الثاني.

الفصل الثاني: مناهج المستشرقين والتَّغرِيبيِّينَ في التعامل مع السنة النبوية، وتحته أربعة مباحث:

المبحث الأول: منهج الأنسنة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: مفهوم الأنسنة جذوره المصدرية:

وفي هذا المطلب كان الحديث عن جذور هذا المفهوم وظروف مولده، فقد بدأ هذا المنهج أولا بمحاولة استرجاع حقوق الإنسان وإثبات إنسانيته، ولكن سرعان ما انتهى الحال إلى الغلو والتطرف في ذلك، حتى رفع الإنسان إلى مرتبة الألوهية والخالقية، وألغي مفهوم الإله في قواميسهم حيث حل الإنسان محله.

المطلب الثاني: الأنسنة بين الرؤية الاستِشراقيّة والرؤية التَّغريبيَّة:

وفيه ذكرت الباحثة أنه ما إن ظهر نجم الإنسانية حتى احتفى به أرباب التيار الاستِشراقيّ، ومن تطبيقاتهم الغلو في الأنسنة وتعالي الرجل الأوربي على كل أحد غيره، وتبرز هذه الظاهرة من خلال سمات أهمها التمركز حول الذات، وتعمُّدهم إسقاط حالاتهم وثقافاتهم على كل ثقافة، فحين يناقشون السنة ورجال السند يسقطون أحوال رجال دينهم على الصحابة رضوان الله عليهم، وهكذا.

واحتفى به التغريبيون أيضًا، وظهر جليًّا مع أطروحات أركون وخاصة رسالته التي كانت بعنوان: (نزعة الأنسنة في الفكر العربي جيل مسكويه التوحيدي)؛ ليدلل على أن مفهوم الأنسنة كان موجودًا في التاريخ الإسلامي، وكذلك مع مراد وهبة الذي تطرف بعيدًا وزعم أن الدين من صنع الإنسان. ومن أهم تطبيقات المنهج التغريبي لمنهج الأنسنة على السنة النبوية اعتماد منهجية نقد الكتاب المقدس في نقد النصوص الشرعية، ولو أمعنا النظر في حقيقتها وجدناها لا تختلف عن مناهج الملاحدة والمبتدعة الذين خلعوا كل شيء وسلموه إلى العقل والعقل وحده، ونزع القداسة عن كل شيء سواء كان كلام الله أو البشر، وإنكار أي معرفة خارج الإنسان، وهو ما يتعارض مع حقيقة الأديان التي بنيت على خالق ومخلوق وعابد ومعبود وعبادات.

وأردفته الباحثة بتعقيب نقدي.

المبحث الثاني: منهج نسبية الحقيقة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: مفهوم نسبية الحقيقة وجذوره:

وكان الحديث فيه حول مصطلح النسبية؛ حقيقته ونشأته وجذوره التي ترجع إلى (بروتاغراوس) اليوناني القائل: “الإنسان مقياس جميع الأشياء…”([6])، وقد مرت النسبية بمراحل، بدأت بظهورها في الفكر اليوناني، ثم خفوتها مع أفلاطون، ثم عودتها ثانيا مع هيجل، ثم الانتشار في القرن العشرين.

وهذه النسبية خرج من رحمها أفكار وتيارات فكرية أخرى مثل الوجودية والبراجماتية النفعية والماركسية المادية.

المطلب الثاني: نسبية الحقيقة في الرؤية الاستِشراقيّة والرؤية التَّغريبيَّة:

المستشرقون تلامذة الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ومن الطبيعي أن يتشرب التلميذ من أستاذه الأفكار والمبادئ، ومن مزاعم المستشرقين حول السنة التي يستخدم فيها نسبية الحقيقة:

  • نسبية معايير توثيق رواة الأحاديث عند المستشرقين.
  • نسبية التصحيح والتضعيف لمتون الأحاديث، بل وصل الحال إلى دعوى الوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

وغالب ما يفعله المستشرقون في تناولهم للسنة النبوية قائم على منهج نسبية الحقيقة في الأصل، سواء أعلنوه أم لا.

وعلى هذا المنوال نسمع كثيرًا في المنهج التغريبي من يردد: “الحقّ المطلق لا يملكه أحدٌ”، و”لا أحد يدَّعي امتلاك الحقيقة”، وهذه قائمة على القول بنفي الحقيقة ونسبية الأشياء ونفي المطلق، ونجد مراد وهبة ألف متبنيًّا نسبية الحقيقة كتابه: “ملاك الحقيقة المطلقة”، ويجعل الجابري النسبية هي التسامح الذي ينشده للمجتمع، والحملة الشعواء القائمة على الثوابت الإسلامية بدءًا بالإيمان بالله تعالى وغيرها من أركان الإيمان ومصادر التشريع وغيرها كلها مبنية على القول بالنسبية ولا شك.

ومن المزاعم التي يمارس فيها التيار التغريبي نسبية الحقيقة:

  • دعوى نسبية معايير العدالة.
  • دعوى نسبية قواعد توثيق الرجال.
  • نسبية تصحيح الأحاديث وتضعيفها.

وقد أجادت الباحثة في هذا المبحث حيث عقَّبت هذا العرض لمنهج نسبية الحقيقة، فبينت فيه خطورته وعدم اتساقه عقلًا، ثم الرد عليه ومزاعمه، وأردفته بمبحث لطيف تكلمت فيه عن الفرق بين المسلمين والمستشرقين في منطلقات نقد الأحاديث.

المبحث الثالث: منهج التاريخية، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: مفهوم التاريخية وجذورها:

استهلته بذكر جملة من تعريفات الموسوعات الفلسفية للتاريخية وآراء أهلها، ثم انتقلت إلى أهم الجذور التي ترجع إلى الإيطالي (فيكو) حيث نصَّ على أن البشر هم الذين يصنعون التاريخ دون القوى الغيبية، وإن كانت إرهاصاتها قد بدأت من قبل مع الكتابات الديكارتية، ومن بعد ذلك تطورت على يد هيغل، وأخذت في الفكر الأوربي أبعادًا تفسيرية تأويلية، ولم تقف عند البعد التاريخي، ثم كان النقد التاريخي للكتاب المقدس على يد (سبينوزا) و(جان أوستريك) و(ريتشارد سيمون).

المطلب الثاني: منهج التاريخية في الرؤية الاستِشراقيّة والرؤية التَّغريبيَّة:

ذكرت في مبدئه أن المنهج التاريخي من أكثر المناهج التي تداولها المستشرقون؛ وذلك أنه كان يمثل الطريق للمنهج الذاتي الذي يمنح المستشرق تقييم ما يدرسه وفق نظرته الشخصية، ومن أشهر من يظهر عليه هذا المنهج (جولد تسيهر) و(جيوم) و(برنارد لويس) و(شاخت).

ومن أهم استعمالاتها من التَّغرِيبيِّينَ دعوى تاريخية السنة النبوية كما يذكر نصر حامد أبو زيد وحسين مروة وأركون، فهي تعتبر السنة النبوية استجابة لظروف تاريخية مر بها مجتمع معين في عصور معينة، وليست تشريعًا إلهيًّا عامًّا مطلقًا.

وقد أردفته الباحثة بتعقيب نقدي للمنهج التاريخي.

المبحث الرابع: منهج الهرمينوطيقا، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: مفهوم الهرمينوطيقا وجذوره:

وفيه بحثت المؤلفة أصل اشتقاق الكلمة اللغوي، ثم تاريخ نشأته الذي يعود إلى العصور اليونانية ومراحل تطوره، وأول وقت بدأ فيه تداوله في الساحة الفكرية الأوربية، وما تولد عنه من أفكار في القرن العشرين كالبنيوية والتفكيكية.

المطلب الثاني: الهرمينوطيقا في الرؤية الاستِشراقيّة والرؤية التَّغريبيَّة:

وكان الضوء فيه مسلطا على إعمال المستشرقين للمنهج الهرمينوطيقي مثل: فلهاوزن وجولدسيهر ونولدكه وبروكلمان وماسينيون وغيرهم، وهو ما تبعهم عليه التغريبيون، وادعى من ادعى منهم أن الهرمينوطيقا مرادفة لمعنى التأويل في الحقل الإسلامي، ومن أمثلة تطبيقات الهرمينوطيقا في التيار التغريبي:

  • اعتماد منهجية ضرورة إعادة قراءة النص الشرعي بما يتوافق مع متطلبات العصر وآليات النقد الحديثة.
  • دعوى أن التأويل الهرمينوطيقي نقد يسهم في فهم النص قرآنا أو سنة.
  • تطور المنهج الهرمينوطيقي إلى معارضة النص الشرعي بالواقع، وتقديم المصلحة على النص.

وبهذا ينتهي الباب الأول.

الباب الثانيالأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في المزاعم والمطاعن التفصيلية حول السنة النبوية وعلومها، ويشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في حجية السنة النبوية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: أنواع الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في حجية السنة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: أثر استِشراقيّ في الإنكار والرفض الكامل لحجية السنة النبوية:

قام الاستشراق من أصله على دعوى أن الإسلام دين محمدي مخترع؛ ومن هنا فقد تم تهوين حجية السنة ورفضها صراحة عند المستشرقين، وطرحت حولها التشكيكات والافتراءات والإشكالات، وسار على فلكهم التغريبيون ما بين مدع أن الحجية للقرآن وحده، وبين مشكك في ثبوت السنة، وقائل أن الشافعي هو من اخترع السنة وأسس لمشروعيتها، ورابع يرد الإسلام جملة وتفصيلا، وينكر مصادر التشريع من أساسها، وقد أوردت الباحثة كل مسار من تلك المسارات وأعقبته بالرد والتفنيد.

المطلب الثاني: أثر استِشراقيّ في الإنكار والرفض الجزئي لحجية السنة النبوية:

استعرضت الباحثة في هذا المطلب من يقبل السنة قبولًا جزئيًّا كمن يرفض أحاديث الآحاد أو ما يخالف الواقع بنظره أو يناقض العقل بزعمه أو تثبت الغيبيات التي هي أقرب إلى الخيال، وقد صنفت الباحثة أصناف كل اتجاه من تلك الاتجاهات ثم أعقبته بالرد والتفنيد، وأردفته بخلاصة جاء فيها: “ومما نصل إليه أن تلك الأنواع التي حددت موقف التيار التغريبي من حجية السنة النبوية لا تختلف عن موقف المستشرقين من السنة النبوية إجمالا، وإن كان التشابه هنا لا يعني التطابق التام والحرفي، وإنما التشابه الكلي والعام، وإن كان المسلك الراديكالي من النوع الأول الرافض حجية السنة النبوية هو في أصله يشابه تماما موقف المستشرقين من الإسلام في وسمه بالتخلف والرجعية والحاجة إلى نقده وفق منظور نقد الكتب المقدسة، بل وصل إلى وصفهم السنة أنها كانت سببا في تحنيط الإسلام، أو وصفها بأنها كارثة أحاقت بالتشريع الإسلامي، وكذلك نجد أن موقف المتحايل بالمناهج التاريخية والهرمينوطيقية في دراسة النص النبوي الذي يصل في نهاية المطاف إلى رفض الاحتجاج بالسنة النبوية جميعها يحقق أهدافًا تصب في الطعن بحجية السنة النبوية، يعمد التغريبيون من خلالها إلى تفريغ السنة عن معناها الحقيقي؛ محاولة منهم لسلب حجية السنة النبوية، وهو عين موقف المستشرقين في تطبيق المناهج الغربية في دراسة مصادر الدين الإسلامي ومنها مصدر السنة النبوية، ومحصلة أقوال التَّغرِيبيِّينَ ما هي إلا اجترار واستجلاب لأقوال المستشرقين.

المبحث الثاني: مصادر الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في حجية السنة، وفيه مطلبان:

وهذا المبحث من أفضل مباحث هذا الكتاب؛ حيث استعرضت الباحثة فيه مصادر الشبهات التي يثيرها التغريبيون نقلًا عن المستشرقين، فيتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل كانت هذه الشبهات من بنات أفكارهم؟

وهنا يأتي هذا المبحث اللطيف من الباحثة لتجيب عن هذا السؤال، وتبيِّن بأن الأمر لا يعدو أن يكون استنساخًا لشبه قديمة مع تلميعها وإلباسها ثوبًا عصريًّا، فمصادر الشبهات التي يثيرونها على نوعين وهما مطلبَا هذا المبحث:

المطلب الأول: مصادر داخلية:

وفيه استعرضت بعض الفرق والمذاهب الإسلامية والمنتسبة إلى الإسلام التي أخذت منها الشبهات؛ كالخوارج والشيعة والمعتزلة والباطنية والصوفية والفلاسفة الإسلاميين.

المطلب الثاني: مصادر خارجية:

ومن أهم تلك المصادر الفلسفة بحقولها وأنواعها؛ كالفلسفة اليونانية والسفسطة والفلسفة الحديثة.

وبهذا ينتهي الفصل الأول.

الفصل الثاني: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في مباحث علوم السنة النبوية، وفيه خمسة مباحث:

فالمبحث الأول: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في الطعن في تدوين السنة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في نفي تدوين السنة النبوية:

وفيه استعرضت الباحثة جملة من أقوال المستشرقين التي تنفي تدوين السنة في عهد مبكر، وتزعم أن التدوين ما حصل إلا بعد قرن من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويلاحظ أن الدعاوى نفسها بحججها وأساليبها تتكرر مع التيار التغريبي، وقد أردفت الباحثة كل ذلك بالرد والتفنيد.

المطلب الثاني: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في الطعن في المدونات الحديثية:

وقد تناولت الباحثة فيه موقف المستشرقين من المدونات الحديثية ونقدهم لها، سواء بدعوى الوضع أو اتباع الهوى أو نفي إمكانية إثبات الصحة لها، وغيرها من الطعونات، وعلى فلكهم سار التيار التغريبي من بعد، فكرروا ذات الشبهات بذات الدلائل، ولسان حالها يقول: أليس هذا تأثرًا وتأثيرًا؟!

وهكذا فعلت الباحثة في كل مبحث من المباحث التالية، حيث أوردت في كل مطلب من مطالبها آراء المستشرقين ومواقفهم لتنتقل بعد ذلك إلى مواقف التَّغرِيبيِّينَ وتبيّن قوة التشابه الحاصل بينهما، وهذه المباحث هي:

المبحث الثاني: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في الطعن في الصحابة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأثر الاستِشراقيّ في مفهوم الصحبة وحدّها وفئاتها.

المطلب الثاني: الأثر الاستِشراقيّ في التشكيك في معيار العدالة.

المبحث الثالث: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي فيما يوردونه حول الإسناد، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأثر الاستِشراقيّ في نشأة أسانيد الحديث ودوافعها.

المطلب الثاني: الأثر الاستِشراقيّ في منهجية نقد سند الحديث في مقابل إهمال نقد متنه.

والمبحث الرابع: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في الطعن في عدد الأحاديث، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأثر الاستِشراقيّ في مزاعم زيادة عدد الأحاديث.

المطلب الثاني: الأثر الاستِشراقيّ في مزاعم قلة عدد الأحاديث.

المبحث الخامس: الأثر الاستِشراقيّ على التيار التغريبي في الزعم بوضع الحديث، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأثر الاستِشراقيّ في مفهوم الوضع ومعناه.

المطلب الثاني: الأثر الاستِشراقيّ في دوافع وضع الحديث.

وبهذا ينتهي الفصل الثاني.

الفصل الثالثآثار التبعية التَّغريبيَّة للمستشرقين، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الآثار الخاصة للتبعية التَّغريبيَّة للمستشرقين، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: آثار عقدية وفكرية:

بينت فيه أن من أهم تلك الآثار الترديد الببغائي لآراء المستشرقين وأفكارهم دون وعي وتفنيد لها، ومنها التلاعب بالمصطلحات والعبث بها، ومحاولة خلق مصطلحات جديدة قدر الإمكان إلى حد الإلغاز غالبًا.

المطلب الثاني: آثار في سمات البحوث التَّغريبيَّة وظواهرها:

ومن أهم تلك الآثار تأثر التَّغرِيبيِّينَ بأساتذتهم من المستشرقين واتسامهم بسماتهم؛ كالإسقاط، والخلط بين المفاهيم، والانتقائية، والتشكيك، وغيرها من السمات التي سبق الحديث عنها.

المبحث الثاني: الآثار العامة للتبعية التَّغريبيَّة للمستشرقين، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: آثار عقدية:

ومنها التشكيك بمصادر الدين، وإضعاف بعض المفاهيم الأساسية وتضييقها كالعبادة والإيمان، ونشر الأفكار والنظريات المنافية للدين.

المطلب الثاني: آثار على الهوية الإسلامية:

ومن أهم مظاهرها: الانبهار الشديد بالتقدم الغربي على مستوى التكنولوجيا والحضارة المادية، وبالتالي التطلع للتشبه بهم، ومنها الرغبة في التحرر من القيم الإسلامية سواء الأخلاقية أو السلوكية أو غيرها من القيم، وضعف الولاء والانتماء للتشكيل الإسلامي.

وبهذا ينتهي الباب الثاني.

الخاتمة:

وفيها استعرضت الباحثة أهم نتائج البحث والتي منها:

  • أن من أبرز دوافع اهتمام المستشرقين بالسنة الدافع الديني والدافع السياسي.
  • العلاقة بين المستشرقين والتَّغرِيبيِّينَ علاقة واضحة وبارزة ولها تأثيرها.
  • كان الأثر الاستِشراقيّ في موقف التَّغرِيبيِّينَ من حجية السنة قاعدة وأساس شكل الكثير من مواقف التيار التغريبي من علوم السنة.
  • تجلى لنا بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما أثاره المستشرقون حول تدوين السنة والصحابة وغيرها ما هي إلا شبهات تجسِّد وتؤسس للقاعدة العامة وهو عدم الوثوق بالحديث النبوي.

وكان من أهم توصيات الباحث ما يلي:

  • عمل مشروع متكامل يتبنى دراسة أثر الاستشراق على المشاريع التَّغريبيَّة.
  • دراسة الأصول الفلسفية للشبهات الاستِشراقيّة والتَّغريبيَّة.
  • دراسة الجذور الفكرية لقراءة التيار التغريبي لأحداث الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم.
  • عمل دراسة تقيس أثر المناهج التَّغريبيَّة، وتوضّح خطر تغلغلها في البرامج الحياتية وبرامج تطوير الذات.
  • جمع المؤلفات التَّغريبيَّة الحديثة التي كتبت حول السنة ودراستها ونقدها.
  • إيجاد دراسة متخصصة في جمع النقد الاستِشراقيّ الذاتي والنقد التغريبي الذاتي.

والكتاب قيم بديع في بابه، يسلط الضوء على نقطة الالتقاء بين التيار الاستِشراقيّ والتيار التغريبي، مركزًا في ذلك عدسة البحث على قضايا الشبهات ومسائل التشكيك التي أثيرت ويعاد إثارتها بين الفينة والأخرى، وتناولتها بالدراسة والنقد والتفنيد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(المراجع)

([1]) الاستشراق، إدوارد سعيد (ص: 74).

([2]) المستشرقون والتنصير، د. علي بن إبراهيم النملة (ص: 11).

([3]) ولعل مما يؤاخذ على الكتاب هنا أنه لم يعتن سوى بالمؤسسات التعليمية العتيقة التي يتكرر في الأبحاث الاستِشراقيّة إيرادها ومخرجاتها والتمثيل بها، فمن الأجدى بالبحث أن يكون فيه تمثيل بالمؤسسات التعليمية الحديثة والمخرجات الحديثة.

([4]) ولعل مما يؤاخذ على الكتاب هنا أنه لم يتطرق إلى تفصيل المناهج الاستِشراقيّة التي يفرضها هذا التيار والتمثيل بعدد من الكتب كنماذج مما يقرر على الدارسين، خاصة في مجال البحث وهو السنة النبوية، كمثال لاعتماد مراجع المستشرقين وهي كثيرة وموجودة.

([5]) مما يلاحظ على هذا التقسيم التداخل بين أقسامه، فالماركسية مذهب فكري وليس منهج قراءة، والماركسيون لهم مواقف ومناهج في التعامل مع النصوص بلا شك، أو هم داخلون في صنف الرافضين للنصوص، وقسيمهم الليبراليون، وليسوا من أصحاب المناهج الحديثة للقراءة. وأيضًا المنهج التفكيكي هو منهج تأويلي للتعامل مع النصوص بحد ذاته.

([6]) ينظر: معجم المصطلحات وإشكاليات الخطاب الإسلامي المعاصر، عبد الجليل الميساوي (ص: 673).

 

المصدر : مركز سلف للبحوث والدراسات الإسلامية 

عن الإدارة

اترك تعليقاً