حسن حنفي
13 فبراير، 2019
الحداثيون, الطاعنون
1,238 زيارة
1935م
حصل «حسن حنفي» على البكالوريوس في الفلسفة عام 1956 ثم شق تعليمه الجامعي إلى أن حصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1966م، ثم عين أستاذاً لتدريس الفلسفة في جامعة القاهرة، وشغل منصب السكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية، يقدم نفسه على أنه صاحب مشروع اليسار الإسلامي، ويؤمن بدبن إسلامي على الطريقة الماركسية، ويتلاعب بالألفاظ.
وقد سار «حسن حنفي» على درب القطيعة المعرفية الكبرى مع ثوابت الإسلام وأصوله حذو النعل بالنعل، وذهب على درب تأويل الإسلام تأويلاً يفرغ الدين من الدين، حيث أوَّلَ عبثيًّا كل ثوابت الإسلام وجميع عقائده، ومضامين مصطلحاته، وجردها من محتواها، حتى لم يعد للكلمات نفس معانيها([1]).
وقد بلغت قطيعته مع النصوص أن اعتبر أن لا حجة في النقل، وهو الذي يقول: «النقل وحده لا يثبت شيئا، وقال الله وقال الرسول لا يعتبر حجة»([2])، كما بلغ الغاية في تمجيد العقل وتقديمه على النقل، فيقول: «إن العقل هو أساس النقل، وأن كل ما عارض العقل فإنه يعارض النقل، وكل ما وافق العقل فإنه يوافق النقل، ظهر هذا عند المعتزلة والفلاسفة». ويقول: ©احتمينا بالنصوص فجاءنا اللصوص»([3]).
وينطلق مشروع «حسن حنفي» في تحقيق الحداثة من التأكيد على ضرورة إعادة بناء العلوم التراثية القديمة، وألف من أجل ذلك: «من العقيدة إلى الثورة»؛ لإعادة بناء علوم أصول الدين، ولإعادة بناء علوم أصول الفقه: «من النص إلى الواقع»؛ وهو يهدف من خلال ذلك إلى تفكيك أسس تلك العلوم ومحاولة إثبات تاريخيتها، وأنها نشأت من خلال معالجة هموم تاريخها الذي تحددت به، ولا سبيل إلى الاستفادة منها إلا من خلال تفريغها من مفاهيمها التراثية وإعادة بنائها من خلال المفاهيم الحداثية([4]).
([1]) أعلام وأقزام في ميزان الإسلام لسيد بن حسين العفاني (634-635).
([2]) اليسار الإسلامي لحسن حنفي: (33).
([3]) التراث والتجديد حسن حنفي: (119-120).
([4]) موقف الفكر الحداثي العربي من أصول الاستدلال في الإسلام لمحمد بن حجر القرني (38).